13 February, 2008

بحث في الوعي السياسي لدي طلاب الجامعة


اعداد
سيد الشامي

طالب الفرقة الرابعة بقسم المكتبات جامعه المنوفيه

الوعي السياسي لدى طلاب الجامعة
**************************************

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبة وسلم تسليما كثيراً.
وبعد ،،،،،،،،،،،،،،،،،،
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطلع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً "
مقدمة

فإنه قبل أن نتكلم عن الوعي السياسي لدى طلاب الجامعة كان لزاما علينا أن نعرف أي وعي نتكلم عنه الآن هل الوعي السياسي داخل الدولة أم الوعي السياسي للعلاقات الأسرية أم أنه حتى الوعي السياسي في التعامل مع الناس أم أننا نتكلم عن الوعي السياسي على مستوى العالم أجمع . أما أن القلم قد احتار في أن يكتب في إحدى هذه الأقسام التي ذكرناها للوعي السياسي . وعلى هذا فإننا سوف نتكلم إن شاء الله عن كل هذه الأصناف التي ذكرناها من قبل . وفيما يلي مجموعة من المباحث التي سوف يتضمنها البحث :-
· المبحث الأول " من هو طالب الجامعة "
إن طالب الجامعة هو ذلك الذي دخل حرمها سواء كان في صورته الطبيعية حيث بعد السابعة العشر من عمره أم على النظام المفتوح متضمنا أولئك الذين يكبرون سنا عما قبلهم . وفي بحثنا هذا سوف نتكلم عن الطالب الجامعي الذي التحق بالجامعة في سن صغيرة .
· المبحث الثاني " الوعي السياسي الأسري"
وعليه فإننا نتكلم عن السياسات المتبعة من خلال الطلاب الجامعيين في بيوتهم مع أهلهم . وهل هناك وعيا سياسيا في هذا الحيز الصغير حتى نتكلم عن ما هو أكبر بعد ذلك . لما تبحث أخي القارئ في هذا المجال لسوف يحترق قلبك لما ترى من الوعي الذي يكاد يكون منعدما لدى بعض الطلاب الأمر الذي تذرف له العين من الدموع التي لا تكفيها الأواني فاسمعوا إلى حال أحدهم يسأل عن سياسة التعامل مع أسرته فقال أنه لا يعرف التعاون ولا التعامل مع أهله كيف يكون , لا يعرف كيف يتعامل مع أخوته , لا يعرف سوى العنف والعصبية والصوت العالي في التعامل , لا يعرف كيف يستقطب أهله إليه , لا يعرف السياسة التي بها ينال رضا أبويه عليه فهل هذا يدل على وعي سياسي في التعامل مع من هم أهله من دمه؟ أكلوا من إناء واحد يا ترى ما الذي أوصل مثله إلى هذا الحال المؤلم ؟ وهل يا ترى كل الناس على هذا المنوال السيئ أم أنه هناك من يبشر بأن الخير ما زال باق .
· المبحث الثالث "الوعي السياسي الجامعي"
تعتبر الجامعة مجتمعاً مصغراً، وكل ما يجري خارج أسوارها يؤثر فيها، بدليل تلك المظاهرات التي خرجت ترفض زيارة شارون وكوندوليزا رايس لمصر وكذلك رفض التزوير في الانتخابات، ولولا اقتناع المسئولين فيها بذلك لما حاولوا تشجيع الطلبة وشحنهم للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاءات والانتخابات علي الرغم من أنهم يقولون دائماً إن ممارسة السياسة لها قنواتها الشرعية خارج الجامعة وأنها ليست مكاناً لممارسة العمل السياسي
وإذا نظرنا إلي أرض الواقع فسنري أن الجامعات مليئة بالعديد من التيارات السياسية والفكرية، وهي مناخ مناسب لتفريخ القيادات السياسية في المستقبل، فقد خرجت منها قيادات الإخوان واليسار وكذلك بعض الوزراء ممن كانوا معروفين بنشاطهم السياسي داخل الجامعة، وإذا كنا بين رفض هذا الواقع وقبوله , فعلي المسئولين أن يستمعوا إلي وجهة نظر مؤيدي ممارسة السياسة داخل الجامعة ومناقشتهم، إلي جانب وجهة نظرهم الرافضة لهذا الأمر بدلاً من أن يكون القرار صادراً من أعلي إلي أسفل ليطبق رغماً عن أنف الطلبة، وهو الطريق الديمقراطي الذي تنادي به إدارة الجامعة، خاصة قبل تعديل لائحة ٧٩ الخاصة بالنشاط الطلابي في الحرم الجامعي ومنع العمل السياسي والحزبي داخل الجامعة.
تقول نانسي سمير (١٩ سنة): الجامعة مكان للتعليم فقط وليس لممارسة السياسة ولا أعلم ما سبب خروج المظاهرات من داخل الحرم الجامعي، خاصة أن الذي يفكر ويستطيع استنتاج الحقيقة يجد أن هذه المظاهرات دون هدف أو نتيجة.
توافقها الرأي سمر سامي (١٨ سنة) فتقول: الجامعة مكان للدراسة وحضور المحاضرات والمذاكرة وليست مجالاً للعمل السياسي.
أما محمد جمال (١٨ سنة) فيقول: لابد أن يكون لدي الطلاب وعي سياسي، خاصة أن المجتمع أصبح فيه خلط كبير في المفاهيم فما معني سياسة، هل هي الكلام عن العراق ولبنان أم ماذا، ويعتقد الناس أن ما يحدث من مظاهرات وغيره داخل الجامعة هو معني السياسة، لكنني ضد فكرة العمل السياسي في الجامعة، وفي الوقت نفسه يجب أن يعرف الطلاب ما معني العمل الحزبي والأحزاب ولكن لا يمارسون نشاطاتهم في الحرم الجامعي.
وتضيف نادية محمود (١٨ سنة): إن التوعية السياسية أهم من ممارسة العمل السياسي، المهم أن يفهم الطالب لعبة السياسة لكي لا ينجر وراء حزب أو تيار معين دون وعي ومعرفة، وهذا يمكن أن يحدث من خلال الندوات وغيرها.
تقول نورا فاروق (١٨ سنة): لا أريد ممارسة الطلاب للعمل السياسي داخل الجامعة، فالدولة وفرت للطالب التعليم لأنه في حد ذاته سياسة.
أسماء محمد (١٩ سنة) قالت: أنا ضد ممارسة العمل السياسي داخل الجامعة لأنها للعلم فقط أما السياسة فخارج الجامعة وبعد مرحلة النضوج الفكري.
أما أسمهان لطفي (٢٠ سنة) فقالت: لا أشارك في العمل السياسي أو المظاهرات أو حتى الندوات في الجامعة ولا أتحدث في السياسة مع عائلتي أو حتى أصدقائي وفي رأيي السياسة في الجامعة أو خارجها أو حتى مجرد المناقشة فيها لا يفيد ولا يجدي في شيء.
وتقول شيماء عصام (٢٤ سنة): ليست الجامعة مجالاً ملائماً للعمل السياسي أو الحزبي لكي لا تتجزأ الجامعة إلي أحزاب وعصبيات وإذا فتح مجال ممارسة هذا داخل الحرم الجامعي فأنا أتوقع حدوث مأساة كبيرة وحرب طاحنة بين الإخوان مثلاً وأنصار الحزب الحاكم كما حدث في جامعة عين شمس وبكل صراحة فإن إدارة الجامعة هي الأخرى تقمع الطلبة وفي النهاية مستقبل الطلبة سيضيع.
وتضيف مروة عبد النبي (٢٢ سنة): لكي لا تحدث الخناقات والمشكلات بين الطلبة فلا سياسة في الجامعة، وإذا ما أتيح ذلك للطلاب فسوف ينصرف الجميع عن التعليم إلي خلافاتهم الحزبية وسوف تنشغل الجامعة كلها بالمظاهرات والأحزاب، والفرق كبير بين أيامنا هذه وأيام جمال عبد الناصر وأنور السادات اللذين كانت المظاهرات المليونية تخرج في عهديهما، والآن لو حصلت مظاهرة أو حتى توزيع أوراق وما يسمي المنشورات فليس غريباً أن يفصل الطلاب عامين أو أكثر كما حدث في جامعة حلوان العام الماضي، فالطلبة يُظلمون في النهاية.
كانت هناك وجهة نظر أخري بالتأكيد من جانب مؤيدي ممارسة العمل السياسي داخل أسوار الجامعة، فتقول نهلة محمد (١٩ سنة): إن تنمية الفكر السياسي للطلبة مطلوب أيضاً في الجامعة، فليست مهمتها الوحيدة هي العمل الأكاديمي، فمن سيُعلم الطلبة السياسة لكي يفهموا ما يجري حولهم، وأعتقد أن نماذج المحاكاة أو الموديلز ساعدت كثيراً علي نشر الوعي السياسي بين الطلبة، وأعتقد أيضاً أنه لو عممت مادة سياسية واحدة علي جميع الطلاب في مختلف التخصصات هو شيء مطلوب في الفترة الحالية، وأن السبب في تكوين التنظيمات خارج الجامعة ودخولها إليها هو عدم توافر مناخ الحرية والمتنفس الجيد للطلاب في الحرم الجامعي.
وتقول هبة الله طاهر (٢١ سنة): أنا مع المشاركة السياسية وممارسة السياسة داخل الجامعة لأنها مكان يجمع عدداً كبيراً جداً من الشباب، وفكرة النماذج أو الموديلز جيدة لرفع الوعي السياسي للطلاب، وكذلك فأنا أؤيد خروج المظاهرات من داخل الجامعة، أما فكرة التنظيمات والأحزاب السياسية فهي غير مفيدة لأنها لا تصل إلي المسئولين ولا تسمع أصواتها، بالإضافة إلي كون فكرتها غير واضحة، ولكن ممارسة السياسة لابد أن تكون بضوابط معينة، فإبداء الرأي بدون عنف وأيضاً لابد من إيجاد وسيلة أخري نعبر فيها عن آرائنا غير المظاهرات والمسيرات.
ويري مصطفي خالد (٢٠ سنة) أن إلغاء ممارسة السياسة داخل الجامعة ظلم للطلبة فلابد من ممارستها ليعبر كل فرد عن رأيه فيما يحدث حوله وليختار الحزب الذي يناسب أفكاره وميوله.
بينما لا يري البعض أي أهمية للأحزاب والتيارات الموجودة في الجامعة، فتقول مي سليم (١٨ سنة): ليست لهذه التيارات أهمية ولكن ليس معني ذلك حلها ورفض وجودها، ولكن أطالب بإعطائها مساحة أكبر من الحرية لتحقق مطالبها ونصون بذلك أمن الجامعة.
· المبحث الرابع " الوعي السياسي الوطني "
وهنا حدث ولا حرج فإن ما ستجده في هذا المبحث شيء يضحك ليس كونه شيئا مبهجا ولكن لك أن تقول إذا عظمت المصيبة أضحكت . في بحثنا عن الوعي السياسي الوطني لدى الطلاب في الجامعة تراهم يكادون لا يعرفون شيئا عن دولتهم أصلا و لا ما يحدث فيها من صراعات سواء سياسية أو غير ذلك . فبعضهم يقول هل هناك ما يعرف بسياسة غير سياسة الأحزاب . أما أنه قد نسي أن هناك سياسات دولية كبير كان لابد لنا أن ننشغل بها عن الصراعات فيما بيننا . أما انشغلوا بأمر البلاد التي احتلها الأعداء وهدموا بيوتها ودمروا مؤسساتها وقتلوا رجالها ونساءها و أطفالها أما آن لنا أن نفيق من ثباتنا العميق هذا ونعلم جميعا ما هو فكر أعداءنا وما هي سياسته المتبعة لتنفيذ هذا الفكر . هذا ما أنادي بأنه لابد للطلاب أن يكونوا واعين لهذا النوع أيضا من السياسة سياسة الوطن .
وختاما أقول أنه على كل طلاب الجامعة أن يتعلموا ويتعرفوا ويتثقفوا سياسيا من خلال الدراسة ومتابعة الأحداث والاستماع إلى كل الأطراف ومحاولة فهم الواقع فهما صحيحا في حيادية تامة دون التعصب لفئة من الفئات.
و أختم بحثي هذا بقول الله تعالى " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين "

1 comment:

prof:MAHMOUD said...

أنا رأيى ان السياسه داخل الجامعة شئ مهم ومطلوب يا أخى حتى نكون عارفين ايه اللى بيدور حولينا. وبلاش نفضل حاطين حاطين ايدنا على خدنا ونقعد نتفرج واحنا كطلبة اليوم بكره هانكون مسئولين مهما اختلفت الدرجة فى الوظيفة