27 February, 2008

المكتبات الرقمية

اعداد /سحر حمدي زهران
طالبه بالفرقة الرابعة قسم المكتبات جامعه المنوفية

أولا : تعريف المكتبة الرقمية
يوجد أكثر من تعريف لهذا المصطلح وددت في قواميس المصطلحات أو في دائرة المعارف المتخصصة أو التي تبنتها مؤسسات مهنية أو جمعيات علمية وهي تمثل الاتجاهات والآراء المختلفة التي تناولته بالتعريف أو بالوصف نعرضها فيما يلي في تسلسل زمني من الأقدم إلى الأحدث لبيان تطور المفهوم وخصائصه ثم يلي هنا العرض إبداء الملاحظات والمناقشات
عرف جلادني (1994) المكتبة الرقمية على أنها توليفه الحاسبات الرقمية ووسائط الاختزان وأجهزة الاتصالات جنبا مع المحتوى والبرمجيات اللازمة لإعادة إنتاج ومنافسة وتوسيع الخدمات المقدمة مع ما يتوافر لها من وسائل جمع المعلومات وفهرستها وبحثا وبثها .
أما كاريني (1994) فقد ركزت على المحددات والصفات التي ينبغي توافرها في المكتبة الرقمية بدلا من تبني تعريف بعينة والتي تشابهت إلى حد التطابق مع التعريف الذي تبنته كمعية مكتبات البحث الأمريكية ARL وهي
المكتبة الرقمية ليست كيانا منفرد Single Entity
تحتاج المكتبة الرقمية التكنولوجيا لربط مصادر عديد من المكتبات وخدمات المعلومات .
يعرض للمستفيد النهائي الروابط بين عدد من المكتبات الرقمية وخدمات المعلومات .
هدف المكتبة الرقمية هو الاتاحة العالمية للمكتبات الرقمية وخدمات المعلومات .
المكتبات الرقمية غير مقيدة ببدائل الوثائق وإنما تمتد إلى المصادر الرقمية التي ر يمكن توزيعها أو تقديمها في أشكال مطبوعة .
ويشير ويليم صغدي (1995) إلى تعريف أوسع للمصطلح فهو مجموعة أو مستودع من المعلومات مجهزة بواسطة الحاسب "المكتبة الرقمية هي تلك المكتبة التي تحتفظ بكل أو جزء أساسي من مجموعاتها في شكل معالج آليا بواسطة الحاسب كبديل أو ملحق أو مكمل للمواد المطبوعة أو الميكروفيلمية الغالبة على مقتنيات المكتبات حاليا .
وترى مارجريت وروب (1997) أن مصطلح المكتبات الرقمية يشير إلى نظم المعلومات IS والخدمات التي تتيح وثائق والخدمات التي تتيح وثائق إليكترونية (ملفات نصية ، صوت رقمي ، فيديو رقمي) مخزنة في مستودعات أرشيفية أو ديناميكية متجددة .
بينما قسم لانكستر (1997) المعاني المحتملة لمصطلح مكتبة رقمية على مسطرة متدرجة في أحد طرفيها قد تعني مكتبة شخصية بمصادر معلومات مخزنة في شكل إليكتروني وفي طرفها الآخر قد تكون مجموعة مصادر في شكل رقمي يتم الولوج إليها عبر إمكانات المشابكة .
يعرف اتحادات المكتبات الرقمية (dlf) الذي أسس في عام (1995) لوضع الأطر المرتبطة بإنشاء وصياغة وحفظ المجموعات الرقمية الموزعة وأتاحها والمكتبة الرقمية يرى بأنها مؤسسات توفر الموارد اللازمة بما فيها العمالة المتخصصة لاختيار وبناء وإتاحة الولوج وتوزيع مجموعات الأعمال الرقمية والحفاظ على وحدتها وضمان استمراريتها عبر الزمن ومن ثم تتاح بسهولة للاستخدام بواسطة مجتمع محدد أو مجموعة مجتمعات .
أما أسامة لطفي (2000) فقد أشار للمكتبة الرقمية في رسالة للدكتوراه على أنها المكتبة التي تقدم خدمات المعلومات لمستفيد غير موجود داخل جدران المكتبة باستخدام مصادر المعلومات المتاحة والموجودة داخل المكتبة تحويلها رقميا وأتاحتها من خلال شبكة الانترنت .
وفي قاموس مصطلحات علم المكتبات والمعلومات عرف جون ريتن المكتبة الرقمية بأنها مكتبة تحتوي على نسبة كبيرة من المصادر في شكل رقمي (مقروء آليا) بالتوازي مع المصادر المطبوعة أو الميكروفيلمية .
ثانيا : خصائص المكتبة الرقمية حدد جاري كليفلاند 1998 خصائص المكتبة الرقمية كالتالي :
المكتبة الرقمية هي الواجهة الرقمية للمكتبات التقليدية التي تشمل كلا من المجموعات التقليدية والرقمية فهي تشمل على المواد الورقية والإليكترونية .
تضم المكتبات الرقمية المصادر الرقمية المتوافرة خارج الكيان المادي والإداري لأي مكتبة رقمية .
تجرى بها جميع العمليات والخدمات الأساسية التي تمثل العمود الفقري والنظام العصبي للمكتبة إلا أنه لابد من مراجعة وتحسين تلك العمليات بما يلائم الاختلافات بين الوسائط الرقمية والتقليدية .
تخدم المكتبات الرقمية مجتمعات أو جمهور بعينه وهو نفسه التي تقوم عليه خدمة المكتبات التقليدية إلا أن هذا المجتمع المستفيد قد يتوزع عبر شبكة .
تحتاج المكتبة الرقمية إلى مهارات كل من أخصائي المكتبات وعلماء الحاسب الآلي لإنشائها
ثانيا : التعريف الاصطلاحي للمكتبة الرقمية
هي تلك المكتبة التي تتجه سياستها نحو زيادة رصيدها من المصادر الرقمية سواء المنتجة أصلا في شكل رقمي أو التي تم تحويلها في إلى الشكل الرقمي (المرقمنة) وتتم عمليات ضبطها بيليوجرافيا وتنظيمها وصيانتها باستخدام نظام آلي متكامل يتيح أدوات وأساليب بحث واسترجاع لمختلف أنواع مصادرها سواء على مستوى بدائل الوثائق (الميتاداتا) أو الوثائق نفسها (المحتوى) ويتاح الولوج إلى مستودعاتها الداخلية والخارجية والاستفادة من خدماتها المختلفة عن طريق شبكة حاسبات سواء كانت محلية أو موسوعة أو عبر شبكة الانترنت

مشروعات المكتبة الرقمية في العالم
أولا : الولايات المتحدة الأمريكية انقسمت الجهود المبذولة لبناء وتطوير مشروعات المكتبات الرقمية بالولايات المتحدة الأمريكية إلى مجموعتين – الأولى – بحوث تطوير مشروعات المكتبات الرقمية الأكاديمية التي تبنتها مؤسسة العلوم الوطنية nsf وأطلق عليها اسم مبادرات المكتبة الرقمية (DlI) Digital library ini tiative والتي خصصت تمويلها يصل إلى أكثر من 901 مليون دولار أمريكي للبحوث في مجال علوم الحاسب الآلي وينقسم تنفيذ هذا المشروع إلى مرحلتين :- المرحلة الأولى DLII من 1994-1998 حيث منحت كل من مؤسسة العلوم ووكالة الفضاء ناسا NASA ووكالة البحوث المتقدمة بوزارة الدفاع DARPA تمويلا قدره 24مليون دولار لست مشروعات بالجامعات التالية جامعة الينوي ، وجامعة متشجن ، وجامعة كارتيجي مليون ، وجامعة باريرا ، وجامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا ببيركلي .
المرحلة الثانية (DLI) من 1999 زهي امتداد للمرحلة الأولى مع التركيز على البحوث التي تتعلق بدراسة تفاعل المستفيدين مع المكتبات الرقمية وقد انضم كل من مكتبة الكونجرس والمكتبة القومية الطبية ومؤسسة المنح القومية للانسانيا كرعاة لتلك المرحلة .
المجموعة الثانية – تتمثل في المشورعات التي ظهرت أساسا لإنتاج مجموعات مرقمنة وأبرز مثال عليها مشروع الذاكرة الأمريكية American memory الذي تبنته مكتبة الكونجرس أما بقية المشروعات فهي بالتنسيق مع اتحاد المكتبات الرقمية DLF التابع لمجلس المكتبات ومصادر المعلومات clir ويضم الاتحاد 23 مكتبة بحتيه جامعية بالإضافة إلى مؤسسات أخرى ساهمت في تطوير مشروعات أخرى وهي مكتبة الكونجرس والأرشيف الوطني ومكتبة نيورك العامة ومجلس المكتبات ومصادر المعلومات ومكتبة كاليفورنيا الرقمية
ثانيا : كندا (المبادرة الكندية للمكتبات الرقمية) – مع أوائل عام 1997 أجرت المكتبة الوطنية الكندية دراسة مسحية لتطوير مصادر المكتبات الكندية الرقمية وقد بدأتها بتوزيع استبيان على 112 مكتبة حول أنشطة الرقمية وإدارة المجموعات الرقمية استجاب منها 50 مكتبة فقط انتقاء حوالي 20مكطتبة فقط من بينها لاجتماع لمقر المكتبة الوطنية في أوتاوا في مارس 1997 لتحديد أهم القضايا والتنسيق بين المكتبات لحل مشكلاتها وقد صدر عن الاجتماع توصية بضرورة تشكيل جماعة و اتحاد وطني يتولى مهمة تنسيق وتسهيل وتطوير المجموعات الكندية الرقمية والخدمات لدعم التشغيل البيني على المستوى الوطني والإتاحة طويلة الأجل لمصادر المعلومات الكندية الرقمية الإعلان عن المبادرة وتسجيل الأعضاء الذين بلغ عددهم 53مكتبة عامة وبحثية ومتخصصة بحلول سبتمبر 1997 .
وقد حددا الهدف الرئيسي منم المبادرة الكندية في زيادة الاتصال وتقنين الممارسات بين المكتبات للحد كمن تكرارا الجهد وزيادة إتاحة المجموعات الرقمية وتبادلها إلا أن هناك مجموعة من الأهداف التفصيلية التي حددتها المبادرة :
صياغة إستراتيجيات قضايا التعليم والاتصالات المرتبطة بالمكتبات الرقمية وتطبيقاتها .
التعريف ونشر معايير المكتبات الرقمية أفضل الممارسات .
استكشاف قضايا اتفاقيات الترخيص .
استكشاف أفضل طرق تنسيق الجهد بين المؤسسات لتجنب تكرار تطوير المصادر الرقمية .
وضع حلول للمشكلات المكتبة الرقمية المرتبطة بالبيئة الكندية مثل ثنائية اللغة المستخدمة .
إعداد أدلة تطبق قانون حقوق النشر مع تطوير البنود المرتبطة بالملكية الفكرية في البيئة الرقمية .
توطيد العلاقات بين المؤسسات المضطلعة بالمعلومات منذ إنشائها حتى اختزانها أرشيفيا .
أوروبا – تتوزع المشروعات في أوروبا على مستويات ثلاثة المستوى الإقليمي Europ enlevel تشترك فيه عدة دول والمستوى الوطني والمحلي تضطلع مرافق بعينها بمشروعات مكتبة رقمية فعلى المستوى الإقليمي مولت المفوضة الأوروبية في الفترة من 1994-1998 مشروع Telematicsystem for library لتحسين البنية الأساسية للمعلومات الإلكترونية والذي يرتكز على التحول من المكتبات المبنية على الاقتناء إلى المبنية على الإتاحة من خلال دعم التعاون بين المكتبات الأوروبية وبين الناشرين وقد ضم البرنامج عددا منم المشروعات التي تغطي قضايا وبحوث وأنشطة تتصل بالمكتبات الرقمية منها على سبيل المثال :
مشروع Candle والذي يهدف إلى تطوير نظام إدارة ضبط وإتاحة المصادر الرقمية المحلية بالمكتبة والخارجية من خلال إدارة
حقوق الإتاحة وضبط التكاليف .
مشروع Diepir ويهدف إلى تطوير المكتبة الرقمية الأوروبية المتخصصة في الاقتصاد من خلال إتاحة مصادر المعلومات الموزعة عبر المكتبات في أوربا والذي اعتمد في مرحلته الأولى على بناء واجهة تعامل UI موحدة وفي مرحلته الثانية على تفريد الخدمات واختيار اتفاقيات الترخص مع الناشرين .
3- مشروع Decomata I,II والذي يبحث في اثر تقديم الإتاحة الإلكترونية لمقالات الدوريات من خلال تخصيص نقطة إتاحة مركزية Acess Point Registering وفيه يتم تسجيل بيانات الدوريات المرقمنه مع تسهيلات بحث النص الكامل ثم ربطة نقطة الإتاحة المركزية بمستودعات الدوريات الموزعة عبر أوروبا من خلال الهيئات المشاركة في رقمنة الدوريات المختارة .
أسيا منذ عام 1995 أصبح بحث المكتبة الرقمية تحريا وطنيا في عديد من البلدان الأسيوية ويمكن تقسيم مشروعاتها إلى المحاور التالية :
مبادرات مكتبة رقمية على المستوى الوطني ومكتبات رقمية لأغراض متخصصة : مثال : مشروع مكتبة (2000) سينغافورة لربط كل مصادر المكتبات بها والمكتبة المالية الرقمية بجامعة هونج كونج .
المتاحف الرقمية ورقمنة الوثائق التاريخية مثال : المتحف الرقمي بجامعة تايوان الوطنية ورقمنه مجموعة الفن بمتجف Palace museum بتابني بواسطة شركة IBm .
اللغة المحلية واسترجاع المعلومات متعددة اللغات مثال مشروع Chinese Information وبتايوان Taiwan .
أفريقيا

أمكن رصد عدة مشروعات تجرى بدعم بعض الدول المتقدمة وعلى رأسها الولايات المتحدة لصالح دول القارة الأفريقية إلا أن هذه المشروعات تم خارج القارة مثل : مشروع Granary digital library بجامعة أيوا (Iowa) في نوفمبر عام 1999 قام مركز التعليم مدى الحياة التابع Technikon SA بجنوب أفريقيا بافتتاح وتشغيل المكتبة الرقمية الأفريقية مشتملة على ما يقرب من 3ألاف كتاب إليكتروني تغطي 52قطكاعا موضوعيا وإتاحتها بالمجان للمواطنين والمؤسسات الأفريقية سواء للأغراض التعليمية أو التجارية التغلب على قيود ومعلومات الوصول إلى مصادر المعلومات التي تواجه العددي من المؤسسات الأكاديمية في أفريقيا .
السمات المميزة لمشروعات المكتبة الرقمية على المستوى العالم :
التنظيم الوطني الواضح لمشروعات المكتبة الرقمية وتبني هيئات ومنظمات وطنية لتلك المبادرات وتوفير الدعم المالي لها باعتبارها مشروعات قومية .
مشاركة المؤسسات التجارية وتعاونها الواضح ولعل هذا يرجع إلى وعي تلك المؤسسات بأن المكتبات الرقمية هي السوق المرتقبة لبيع منتجاتها من النظم والبرمجيات والمصادر الرقمية ومن ثم فإن دعم البحوث والمشروعات هو استثمار مضمون العائد .
بدأت مشروعات المكتبة الرقمية في أحضان تخصص علوم الحاسب وتركزت حول تطوير نظم برمجيات ومعمارية اتصالات .
من الدوافع الواضحة لبناء مشروعات المكتبة الرقمية ودعم العلمية التعليمية والبحث العلمي .
جاءت تلك المشروعات بعد نمو ونضج عدد من الشبكات على المستوى المحلي وتمثل عنصرا مهما في البنية الأساسية للمكتبات الرقمية .

تاريخ المكتبات الرقمية
ما الذي يميز المواد أو الوسائط المادية سواء كانت هذه المواد ملفات نصية أو أفلام أو موسيقى وما إلى ذلك فالإجابة المختصرة هي أن هذه الوسائط أو المواد في معظم الأحيان سهلة الإنتاج والتوزيع إلى الملايين بتكلفة تصل إلى الصفي فإنتاج كتاب ما مثلا يكلف الشركة الناشرة مبلغا معينا يتضمن شراء حقوق النشر والتوزيع من المؤلف وأجور المؤلف وفي العالم التقليدي تتضمن التكاليف أيضا تلك الخاصية بالطباعة والتوزيع والنقل والتخزين وما إلى ذلك أما في العالم الرقمي فيمكن توفير كميات كبيرة ممن هذه التكاليف بوضع ملف الكتاب (نسخة واحدة) على جهات مزود مركزي ويبيعها لمشترين الذين يتصلون بالمزود عبر إنترنت وبالتالي فإن تكلفة بيع كتاب إضافي هي صفر بالنسبة للشركة الناشرة وكل ما تتجنبه من بيع النسخة الرقمية تعتبر ربحا صافيا لكن هذه الأرباح التجارية لم تكن هي ما داعب أحلام الشاب مايكل هادت في عام 1971 عندما قام بإنشاء أول مكتبة رقمية في تاريخنا المعاصر وأطلق عليها اسم مشروع غوتبرغ مخلدا بذلك اسم الرجل الذي اخترع الطباعة في القرن الخامس عشر منهيا بذلك سيطرة رجال الكهنوت المسيحي على إصدار ونشر الكتب مؤذنا بذلك عصر التنوير في أوروبا وتمكين المواطن الأوروبي العاجي من اقتناء وقراءة الكتب مايكل هارت هو غوتنبرغ العصر الرقمي الحلم الذي راوده في عام 1971 لازال يراوده حتى يومنا هذا هو تمكين كل ما يملك وصلة انترنت وجهان كمبيوتر من الحصول على وقراءة أمهات الكتب وأصول المعرفة الإنسانية ويعتبر موقع مشروع غوتنبرغ اليوم نقطة مركزية لكل مني يرغب بالحصول على نسخة رقمية من أعمال مشاهير الكتاب والمفكرين على مر العصور طالما لم تكن هذه الأعمال مشمولة بقوانين حماية الملكية الفكرية ويوجد ضمن الموقع اليوم أكثر من عشرة ألاف من هذه الكتب التي تتوفر كملفات نصية مضغوطة أو كملفات نصية فقط وقد كان هدف هارت منذ البداية هو أن يتمكن من تزويد مستخدمي إنترنت بأكثر من تريليون ملف نصي مع نهاية العام 2001 ورغم الكميات الهائلة من الملفات المتوفرة ضمن موقع مشروع غوتنبرغ فإنه لم يحتو على كثير من المميزات التي يمكن أن يجعل منه مكتبه رقمية كاملة مثل إمكانيات البحث في النص أو تصنيف الكتب وما إلى ذلك ولا يحتوي الموقع حتى اليوم إلا على محرك بحث بسيط يبحث في الكتب حسب العناوين أو حسب اسم المؤلف والسبب في ذلك هو أن هارت منذ بدء ليس مهتم بالنواحي التقنية للموقع وهدفه لوحيد وحلم حياته هو أن يضع أكبر كمية من الكتب الرقمية المجانية على الشبكة ويحصل هارت على تمويله اليوم من الجامعة البند كتية في ولاية إليموي والتي عينته أيضا أستاذا في علوم النص الإليكتروني ووفرت له المعدات اللازمة لتشغيل الموقع كما يعاون هارت في جهوده شبكة من المتطوعين يبلغ عددهم حوالي الألف ولكن هارت لم يكن وحده في جهوده الرامية إلى إنشاء أضخم مكتبة اليكترونية للنصوص الرقمية حيث ظفر في أوائل التسعينات مشروع وايرتاب وهو موقع يستخدم إلى اليوم التقنية غوفر لتداول الملفات عبر الشبكة ويحتوي على مجموعة هائلة من النصوص الرقمية المتخصصة كنصوص المعاهدات والقوانين الدولية والوثائق التقنية والعسكرية وما إلى ذلك وفي عام 1993 قام شاب اسمه جون مارك أو كربلوم وكان طالبا في علوم الكمبيوتر ويعمل كمدير موقع انترنت الخاص بجامعة كارنيفر مليون ببدء العمل عللا فهرس يضم وصلات إلى جميع الكتب الإلكترونية الموجودة على الشبكة بما في ذلك مشروع غوتبنرج وأطلق أو كلربوم على فهرسة هذا اسم صفحة الكتب الإلكترونية The online Books Page وفي عام 1998 حصل أوكلربلوم على درجة الدكتوراه في علوم الكمبيوتر وانتقل إلى جامعة بنسلفانيا حيث أخذ يعمل على الأبحاث المتعلقة بعلم المكتبات الرقمية في مكتبة الجامعة وقسم علوم الكمبيوتر مرتكزا على فهرسة الأساسي الذي طوره في جامعة كارنيفر مليون والذي أصبح الآن جزء من مراجع المكتبات الرقمية لدى جامعة بنسلفانيا ويحتوي الموقع اليوم على وصلات لعشرات الألوف من الكتب الإلكترونية المجانية باللغة الإنجليزية أو غير المجانية ولكن التي سمح مؤلفوها بنشرها عبر انترنت كما يحتوي الموقع على وصلات إلى العديد من الموقع التي تقوم بنشر الكتب الإلكترونية مثل مشروع عوتنبرغ ولا تقوم أية جهة رسمية بتمويل الموقع ولازال أوكلربلوم يقوم إلى اليوم بالاغتناء بالموقع مجانا ودون أي مقابل .
مستقبل المكتبة الرقمية
رغم التطورات الكبيرة في مجال تقنية الكتب والمكتبات الرقمية فلازال أمامها شوطا بعيدا كي تقطعه لتحقيق الانتشار الكامل والمشكلة الأساسية هنا هي موضوع حقوق النشر والتأليف فمن ناحية يجمع الكثيرون من أقطاب الصناعة على أن تقنيات حماية وإدارة حقوق الملكية الفكرية الخاصة بالمحتوى الرقمي لم تحقق بعد مستوى الأمن المطلوب وترى شركات النشر أنه ما لم يتم حل هذه المشكلة فإنهم يخشون أن تؤول الكتب الرقمية إلى مصير مشابه لما حصل في صناعة الموسيقى عند ظهور نابستر ويقولون أن مصير التقدم البشري مرهون بحل هذه المشكلة فإذا ما تمت قرصنة الكتب على نطاق واسع فإن ذلك سيؤدي إلى امتناع المؤلفين عن الكتابة والنشر مما سيؤدي إلى تضاؤل النتاج العلمي ولكن شركات النشر وتحت هذا الغطاء والذي نفهمه ونقدره كوننا كتابا تخوض حربا مثرية لتمديد الفترة التي يكون فيها كتاب ما خاضعا لحقوق الملكية الفكرية وقد نجحت الشركات الأمريكية في عام 2000 إلى مد الفترة التي يكون فيها كتاب ما خاضع لحقوق الملكية الفكرية إلى عام 75 عاما بعد موت المؤلف وهو تمديد يهدد المكتبات الرقمية المجانية من أمثل مشروع غوتنبرغ والذي يتخصص في رقمية بالكتب التي لم تعد خاضعة لقوانين حماية المؤلف والتي كانت في الماضي تسقط عن الكتب بعد 25 عاما من موت المؤلف ويقول مايكل هارت وأوكربلوم مازحا بأنه طبقا هذا القانون فإن المخططات الهندسية لأول طائرة والتي ابتكرها الأخوان رايت ولا تزال محمية بقوانين حماية المؤلف الجديدة وأخير هناك موضوع البنية التحتية الخاصة بانترنت التي نعهدها اليوم وخصوصا المواضيع المتعلقة بالبروتوكولات المستخدمة لنقل البيانات حاليا (وعلى رأسها Icp/Ip) والتي لا تسمح بتقديم خدمات متقدمه وآمنة لرواد المكتبات الرقمية وهذا أمر بأمل القائمون على مشروع انترنت 22 internet بأنه سيتغير أن هذا المشروع لن يوفر الموجه اللازمة لتداول المحتوى الرقمي وحسب بل سيقوم أيضا بتطوير بروتوكولات تناقل البيانات لتدعيم نوعية خدمة أفضل Quality of service ومن الجديد بالذكر هو أن مشروع انترنت ح قام بمبادرة مجموعة كبيرة من المعاهد الدراسية والجامعات الأمريكية ومراكز البحث العلمي التي تنظر إلى المكتبات الرقمية كأحد المبررات الأساسية للمشروع

مكونات المكتبة الرقمية تتكون المكتبة الرقمية من ثلاث محاور رئيسية وهي :
فهرس المكتبة العام والاتصال بخدماته كطلبات الإعارة والمجلات الرقمية .
الخدمات التفاعلية مثل الدعم الفني والإجابة على الاستفسارات والإحاطة الجارية والأخبار وغيره .
ومن أهم شروط الولوج للمكتبة الرقمية والتمنع بخدماتها توفر ما يلي
إمكانية النفاذ إلى حاسوب ووجود خط هاتف ومحول ومودم
الارتباط بشبكة الانترنت أي وجود من ودين لخدمات الانترنت .
معرفة مواقع المكتبات الرقمية وعناوينها وأرصدتها متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية
لقيم إنشاء مكتبة رقمية لابد من المرور بعدة مراحل من أهمها إدخال المعلوماتية في الوظائف الرئيسية المكتبة التقليدية وتشمل التزويد والفهرسة والإعارة وغيره وحوسبة أغلب أجراءتها ثم رقمته محتويات المجموعات النصية وتحويلها إلى أشكال جذابة وصورة متحركة
ومن أهم متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية ما يلياحتياجات قانونية وتنظيمية إذ يتعين على المكتبة عند تحويل موادها النصية من تقارير وبحوث ومقالات وغيرها إلى أشكال يمكن قراءتها آليا الحصول عليها إذن خاص من صاحب الحق عملا بقوانين حقوق الطبع والحماية الفكرية
أجهزة خاصة لربط المكتبة بشبكة اتصالات داخلية وشبكة الانترنت العالمية .
أجهزة تقنية خاصة بتحويل مجموعات المكتبة من تقليدية إلى رقمية وأجهزة حاسوب وملحقاته المختلفة وطابعات ليزرية متطورة وماسحات ضوئية وأجهزة تصوير .
برمجيات (Software) وبروتوكولات لربط نظم استرجاع المعلومات على الخط .
الاشتراك في الدوريات الإلكترونية حيث يتم ربط المكتبة بالناشر أو مقدم الخدمة برقم النطاق (Ip Adress) .
الربط بين مواقع الدوريات الإلكترونية والدوريات التي يحتويها نظام الفهرس الآلي في المكتبة وكتابة الحواشي الخاصة بموقع الدوريات الإلكترونية .
كوادر بشرية فنية مؤهلة وقادرة على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة بوجهيها المادي والفكري .
الدعم المالي القوي الذي يساعد على تنفيذ المشروع وتشغيله .
إن التحول إلى المكتبة الرقمية وسبل تذليلها إن التحول من الشكل التقليدي للمكتبة إلى الشكل الإلكتروني يواجه العديد من المشاكل المتعلقة بالأمور التقنية والقانونية والمادية ومن أهم تلك العقبات والمشاكل ما يلي
التكاليف المادية المرتفعة لمصادر المعلومات الرقمية .
التكاليف الباهظة للتجهيزات التقنية اللازمة للتحول الرقمي .
حماية حقوق النشر والملكية الفكرية .
عدم الوعي لدى المستفيدين بأهمية الاستفادة من التقنية الحديثة .
الصياغة القانونية للعقود مع مزودي المعلومات عند اقتناء قواعد البيانات أو مصادر المعلومات الرقمية .
وبرغم هذه المشاكل إلا أنه يمكن تفادي بعضها وذلك دراسة وذلك تجارب بعض المكتبات المتخصصة والعامة العربية والدولية في مجال التحول الرقمي والاستفادة من الأدب المنشور في مجالاتها المختلفة للتعرف على كيفية التغلب على تلك الصعوبات التي واجهتهم كما أنه ليس من الضروري أن تحول المكتبة كل مجموعاتها إلى الرقمية بل يجب أن تركز على المواد والمطبوعات في المجالات الأكثر أهمية بالنسبة لمكتبة ومستفيديها بحيث تخدم أهدفها بشكل كبير .
أما بخصوص قضية حقوق الطبع والحماية الفكرية فإن تحويل المواد المختلفة إلى أشكال رقمية يتطلب إذن خاصا من أصحاب العمل نفسه وذلك يحتاج على وقت طويل وجهود للحصول على الموافقة من مؤلف الكتاب هذا إذا لم يقابل الأمر كله بالرفض التام .
ومن حيث عدم الوعي الكافي بمكاسب التحول الرقمي التي ستعود على المستفيدين أنفسهم هنا يتطلب الأمر تدريب المستخدم أو الباحث على كيفية استخدام مصادر المعلومات المتاحة في المكتبة للوصول إلى المعلومات المطلوبة ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر التركيز على الأجيال الناشئة من خلال المؤسسات التعليمية لتعليمهم كيفية استخدام الحاسوب وتطبيقاته والتعامل مع شبكة الانترنت وبرامج التصفح المختلفة .


المصادر
1- أسماء بشير أبو لويفة التحول نحو المكتبة الرقمية في المؤسسات المصرفية وهي متاحة على
1-
www.Cybrarians.Info/Journal/no5/dlibhtm.
2-
www.Wikipealia–org
2- المكتبات الرقمية : الأساس النظرية والتطبيقات التعليمية / تأليف عماد عيسى صالح محمد ، تقديم أ.د محمد فتحي عبد الهادي

No comments: