18 February, 2009

مكتبة الإسكندرية و دور جديد

إعداد
عمرو عبدالحليم ناصف
ليسانس آداب مكتبات و معلومات
لا أحد منا ينكر أن مكتبة الأسكندرية واحده من أهم المكتبات و مراكز المعلومات لا داخل مصر وحدها بل و فى الشرق الأوسط بشكل عام
و لا أحد منا ينسى الإهتمام العالمى الذى حظيت بة المكتبة عند إفتتاحها فى 17 أكتوبر 2002 م وأن المكتبة أعيد بنائها و تأسيسها لتحل محل المكتبة القديمة التى أنشئت عام 288 ق. م، والتى أنشأها حاكم مصر بطليموس الأول بناء على نصيحة أشار بها علية مستشاره ديمتريوس الفاليري
وكانت المكتبة تحتوى على أكثر من 900 ألف مخطوط من أنفس و أهم المخطوطات ، ثم تعرضت المكتبة لحوادث وحرائق عديدة لعل من أشهرها حريق التهم معظم مقتنياتها و كان ذلك علي عهد الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر فى حوالى عام 48 ق.م. ولقد شهدت المكتبة اضمحلالاً متزايداً خلال القرنين الثالث والرابع الميلاديين، وتم حرق ما تبقى منها في السرابيوم عام 391 م، وقتلت هيباثيا (عالمة الرياضيات) وابنة أخر علماء المكتبة المعروفين (ثيون) على يد الغوغاء عام 415 م. وكان ذلك قبل دخول عمرو بن العاص إلى مصر بأكثر من 230 عاماً، ومن بعد ذلك اندثرت المكتبة وأصبحت خبراً بعد عين وتقلص نفوذ الإسكندرية وضعفت مركزيتها التاريخية في ثقافة عالم المتوسط
ثم بعد ذلك بقرون عديدة تم إعادة بناء و إفتتاح المكتبة من جديدة فى نفس مكان المكتبة القديم تقريبا لتكون عاصمة ثقافية جديدة لمصر على ضفاف المتوسط و تقف جنبا إلى جنب مع مؤسسات المكتبات فى نشر الثقافة و العلم و تنمية البحث العلمى شأنها فى ذلك شئن الكثير من المكتبات و مراكز المعلومات
بل إن مكتبة الإسكندرية نالت ما فوق أيديهم ثم مضت مصعدة فى نشر الثقافة و العلم حتى أصبحت مكتبة الإسكندرية فى واحدة من أهم المكتبات التى لم تتوقف عند كونها مكتبة فقط بل تميزت بأنها أصبحت مقصدا سياحيا للكثيرين فمن منا إذا خرج فى أى رحلة سواء طويلة أو قصيرة للإسكندرية لا يزور مكتبة الإسكندرية

و فى نظرة سريعة للمكتبة نجد أنها تتكون من
المكتبة الرئيسية، مكتبة طه حسين، مكتبة النشء، مكتبة الطفل، مكتبة الوسائط، المتعددة، الموارد الإلكترونية، أرشيف الإنترنت، المخطوطات، والكتب النادرة، المتحف الأثري، متحف الخطوط، متحف العلوم، القبة السماوية، قاعة الاستكشاف، المعهد الدولي لدراسات المعلومات، مركز الدراسات والبرامج الخاصة، مركز المخطوطات، المركز القومي لتوثيق التراث الثقافي والطبيعي، مركز الخطوط، مركز دراسات الإسكندرية والبحر المتوسط، مركز الفنون، مركز المؤتمرات والخدمات الملحقة بة
و لكن للأسف نظراً لإن المكتبة تقع فى مدينة الإسكندرية فهى بذلك حرمت الكثيرين من الباحثين و الطلاب ...وغيرهم من الإستفادة من خدمات المكتبة فإذا كان الباحث يقطع هذة المسافة الطويلة بحثا عن المعلومات فهى ناهيك عن كونها رحلة شاقة لن يتمكن الباحث فى هذا الوقت القصير أن يقضى مأربة و منالة فضلا عن أنه قد لا يجد بعد كل هذا ما يبحث عنة و إن كان الفهرس الإلكترونى للمكتبة المتاح على شبكة الإنترنت حل كثيراً من هذة المشكلة
فى حين أننا نجد فى القاهرة الكبرى هرمين من أهم ركائز و أعمدة العلم و الثقافة فى مصر ومن أهم المكتبات و مراكز المعلومات على الإطلاق هما مكتبة مبارك العامة و مكتبات جمعية الرعاية المتكاملة بفروعهما المنتشرة فى أماكن كثيرة داخل الجمهورية من أقصاها إلى أدناها و تقوم بدور ريادى كبير فى إيصال المستفيد إلى المعلومات التى يبحث عنها و إيصال المعلومات إلى المستفيدين كل ٌ حسب إهتمامة ضمن دائرية قوانين رانجاناثان
فلما لا يقوم المسؤلين عن المكتبة مع الهيئات المعنية و الجهات الراعية بتبنى مشروع إنشاء فروع لمكتبة الإسكندرية فى جميع أنحاء الجمهورية على مراحل لتعم الفائدة وتقف المكتبة جنب رفقائها من المكتبات المترامية الفروع داخل الجمهورية و مكتبة الإسكندرية تملك من القدرات و مجموعات المقتنيات ما يجعلها مقصدا لكثير من الباحثين على إختلاف طوائفهم و مناهجهم فأتمنى أن يلتفت أحدا من المسؤلين إلى هذا الإقتراح

No comments: